مواطنون يؤكدون تأثير يوم 25 على نفسيات الأسرة

مواطنون يؤكدون تأثير يوم 25 على نفسيات الأسرة
البعض يرى أن للراتب انعكاسات إيجابية على العلاقة الزوجية

مواطنون يؤكدون تأثير يوم 25 على نفسيات الأسرة 42AW16Z_2204-3

تأثير اجتماعي ونفسي للراتب على أفراد الأسرة

المدينة المنورة: خالد الجهني
يعتبر غالبية أفراد المجتمع السعودي يوم 25 من الشهر الهجري من أفضل الأيام لديهم. حيث يتم خلاله صرف رواتب موظفي الدولة، وكذلك القطاع الخاص. حتى ولو اختلف التقويم بالنسبة لموظفي الخاص ليومين أو ثلاثة، حيث يعيش الجميع خلال تلك الفترة أفضل أيامهم في ظل توفر رصيد كاف لا يلبث أن يتناقص تدريجيا. إلى أن يصل للصفر، وربما قبل نزول الراتب التالي بأيام، ولا تنعكس لحظات ذلك اليوم على كثرة المشتريات فقط. بل يمتد أثرها النفسي حتى على العلاقة بين الأب ولأبناء والزوج وزوجها.
يقول محمد الأحمدي (موظف حكومي) واصفا اللحظات التي تمر به خلال استلام الراتب يوم 25 "ليت الأيام كلها نهاية شهر. حيث أكون في قمة الفرح، وأذهب إلى أفخم مطعم، وأتناول فيه الغداء مع رفقائي، وغالبا ما نتسوق في الأسواق، وأشتري الكثير مما أحتاج إليه".
ويضيف الأحمدي "أنا عازب، ومن حقي أن أعيش أيام عمري. حتى يحين موعد الزواج بعد سنوات قادمة، وبعدها يتم جمع المال للزواج".
سلطان الشريف ( موظف بقطاع التعليم) يرى أن الأيام الخمسة التي تبدأ عقب استلامه الراتب تجعله يضع 500 ريال في جيبه الأمامي كي يستمتع بحالة الازدهار التي يعيشها، والتي تتناقص شيئا فشيئا بمجرد مرور أيام، ويضيف " جميل جدا حين تشعر بأن محفظتك مليئة بالمال، فكل شيء تتمناه تحصل علية من مأكل وملبس".
فيما تقول أم نادية (معلمة) إنها تعيش مع زوجها وقت صرف الراتب في قمة السعادة، وإن الابتسامة هي شعارهما الذي يرفعانه خلال الأيام الخمسة الأخيرة من الشهر، والتي تتحول تدريجيا إلى السوء مع مرور الأيام، ونفاد الراتب على أقساط الشركات.
وتشير أم نادية إلى أن "تأثير نزول الراتب يمتد إلى الأجواء النفسية للعائلة والتي غالبا ما تميل للفرح، وكذلك طبيعة الأكل التي تتغير خلال أيام استلام الراتب. عنها في نصف الشهر. حيث ليس ضروريا أن أطبخ هذه الأيام، فالمطعم يتكفل بكل شيء من أصناف الطعام والحلويات" مشيرة إلى أن العلاقة الزوجية غالبا ما تكون في ذروة توهجها خلال أيام الراتب والتي سرعان ما تختفي بمجرد دخول منتصف الشهر. حيث تعود للمطبخ وتبحث عن كل شيء يمكن طبخه لكي تتناوله العائلة.
واكتفت نوف (موظفة بالقطاع الخاص) بالقول إن الراتب الذي تتقاضاه ضئيل جدا، ومع ذلك تعيش لحظات الفرح بالأيام الأخيرة من الشهر، والتي تطلق فيها العنان لنفسها، وتشتري ما تريده كسيدة تبحث عن الجديد في الموضة".
فيما يقول الشاب سهل انديجاني (موظف بالقطاع الخاص) إنه يشعر بالارتواء من العطش نهاية الشهر. حيث يتوفر عنصر هام للحياة وهو المال –بحسب وصفه- وأنه يشتري ما كان يحلم به طوال الشهر عندما يشاهد دعاية على منتج أو خلافه.
ويشير انديجاني وهو عازب إلى أنه لا يمكن أن يوفر بعض المال للزواج " لقلة الرواتب في بداية العمل، وكثرة المستلزمات الضرورية للحياة من سيارة وخلافها"، مؤكدا أن الأيام الأخيرة من الشهر تمثل له طوق نجاة من نصف الشهر، وعند نفاد المال.
فيما يقف فهد السلمي الذي يعمل بالقطاع الخاص أمام الصراف لبضع دقائق قبل أن يخرج بعد أن ذهب نصف راتبه لتغطية الفواتير. يقول "بعد أن أسدد الفواتير أصرف ما بقي من الراتب، وأجعله في جيبي العلوي حتى يشاهده الآخرون، وأصرف منه بحدود المعقول. حتى أستطيع عمل توازن بين الأيام".
ويشير السلمي إلى أن المبالغ التي لا يستطيع صرفها يتركها في الحساب، وهي التي تقل عن الـ100 ريال حتى ينفد المال من جيبه، ويذهب إلى بعض المحلات التي تستخدم نظام البطاقات في البيع والشراء، وبعض الأحيان يطلب من صديقه تحويل مبلغ بسيط إلى حسابه حتى يصل إلى الحد المسموح به بالسحب عبر البطاقة.
إلى ذلك قال الأخصائي الاجتماعي بالطب النفسي عماد رفاعي إن المال والبنين زينة الحياة الدنيا كما ورد بالقرآن الكريم، وعندما تتوفر تلك الصفتان بالإنسان يكون في قمة سعادته بالتعامل مع الآخرين، والتفاخر بالمال الذي يمتلكه.
وأضاف أنه في المقابل تأتي قلة المال التي عادة ما توتر الإنسان، وتدفعه إلى الملل والتفكير بجمع المال، مؤكدا أنه ينبغي على الإنسان الصبر والاحتساب والاجتهاد في الرزق.

الف شكر لك اخي الباشا

الله يعطيك العافيه