في ظل خشية البعض من زوال معالم الثوب التقليدي
الثياب المطرزة تجتذب الشباب بالمدينة والبعض يؤكد أنها تحولت لفساتين
الثياب المطرزة تهدد بقاء الزي السعودي التقليدي
المدينة المنورة: خالد الجهني
اتجه عدد كبير من الشباب بالمدينة المنورة إلى خياطة الثياب المطرزة، حيث تنافست محلات الخياطة في إظهار موديلاتها على واجهات المحلات لإبراز تميزها في خياطة هذه الثياب الأمر الذي جعل الثياب التقليدية-بحسب البعض- تفقد هويتها خلال فترة عيد الفطر المبارك حيث خرجت عن حدود اللائق وأصبحت تقترب من ملابس النساء.
وأكد أحمد منصور (أحد ملاك محلات خياطة الثياب الرجالية) أن الإقبال خلال فترة شهري شعبان ورمضان كان على الثياب المطرزة بشكل كبير، حيث لم تطلب الثياب التقليدية أبداً ، والذين كانوا في السابق يطلبون الثياب التقليدية أصبحوا الآن يطالبون عامل التفصيل بوضع التطريز الخفيف ، مشيراً في ذات السياق إلى أن الشباب يتجهون إلى التطريز الكثيف على الثياب ولا يحبون التطريز الخفيف.
ويرى محمد العتيبي (صاحب محل لبيع الثياب الجاهزة) أن أكثر الثياب التي تجد رواجاً هي الثياب المطرزة، أما الخياط عبد الله عبد الكريم فيذكر أن أسعار التطريز للثوب إذا كان التطريز خفيفا 50 ريالاً، وإذا كان تطريزاً كثيفا يكون السعر 100 ريال، وفي بعض المحلات يصل سعر التطريز إلى 150 وأحيانا 200 ريال للثوب الواحد.
وأضاف أن غلاء أسعار التطريز سببه الإقبال الكبير الذي تشهده محلات الخياطة ، ورغم ذلك تجد إقبالا كبيرا والزبون مستعد لدفع أي مبلغ في سبيل تنفيذ الشكل المرغوب فيه من قبله.
ويقول محمد سعد (طالب جامعي) إنه أصبح لا يفصل إلا الثياب المطرزة، لأن الثياب التقليدية أصبحت غير مرغوب فيها، ولا تجد رواجاً عند الشباب أما فهد عاتق (طالب في المرحلة الثانوية) فيؤكد أنه من الصعب عليه أن يلبس الثياب التقليدية، يقول " المسألة أصبحت تنافسا بين الشباب في موديلات هذه الثياب، ولبس الثياب التقليدية بين الشباب في نفس عمري قد يعرضني للسخرية".
أما محمد الحربي (معلم بإحدى المدارس الثانوية) فيقول "الثياب المطرزة انتشرت بشكل مخيف جداً ، وقد تساهم هذه الثياب في تغيير الزي الذي عرفناه منذ طفولتنا، ومن المفترض ألا يسمح بالتشكيل في تطريز الزي بهذا الشكل المكثف ، حتى لا يفقد الثوب السعودي رونقه وبساطته، فمحلات الخياطة وللأسف أصبحت وكأنها دور لعرض الأزياء، حيث أصبحنا نرى بالمدارس أشكالا غريبة من موديلات الثياب" .
ويعلق رجل الأعمال علي حمود على تنوع تطريز وأشكال ثياب الشباب، ويقول "معظم هذه الثياب وللأسف أصبحت مثل الفساتين، حيث تحتوي على الورود وأوراق الشجر ، وهو أمر دخيل علينا ، ولا بد لهذه الموضة من أن تنتهي".
ويقول عمر حسين (معلم بمدرسة تحفيظ القرآن) إن المشكلة هي أن بعض الطلاب الضعاف مادياً يرغبون في لبس هذه الثياب، ولكن لا يملكون ثمنها ، وهو ما يؤثر على نفسياتهم بشكل سلبي .
إلى ذلك قال الاختصاصي الاجتماعي بمستشفى الصحة النفسية بالمدينة عماد رفاعي إن رواج مثل هذه الثياب بكثرة بين الشباب سببه الرغبة في مجاراة الموضة والتقليد والتنافس بينهم، ليظهروا أمام الآخرين بأبهى صورة ، وطالب رفاعي الشباب بعدم الخلط بين التطريز وبعض الرسومات التي قد تسيء للشباب.