الكثير من الآباء والأمهات يحرصون على تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة
( وهذا أمر رائع وله فوائده العظيمة )
و يتباهى الكثير بذلك فيجعل إبنه يردد ما حفظه أمام الآخرين , دون وعي لمعنى ما يقول , وما فعله الأب في هذه الحالة هو أيضاً ما يفعله مربي البغبغان الناطق , فهو يردد أمام الآخرين ما يحفظ دون وعي منه لمعاني الكلمات وقيمتها ويتباهى ببغبغانه الفريد .....فما الفرق إذن؟!!!
اعلم أخي أن الأطفال في السن الصغيرة يفهمون ويدركون جيدا ويمكنك أن تنزل لمستواهم الذهني وتحدثهم بطرق محببة لهم عن معاني الآيات والأحاديث وأن تهتم بالكيف و ليس بالكم , فحفظه لآية واحدة مدركا معانيها متأثرا بقيمها عاملا بها أفضل بكثير من حفظ سورة كاملة من القرآن , وكان الصحابة رضوان الله عليهم لا يحفظون الآيات قبل فهمها والعمل بها,
وأحكي لكم قصة شخصية لي ... كنت أثناء دراستي أحفظ القرآن الكريم لبعض الأطفال في المسجد , وكنت دائما أحكي لهم معاني الآيات وأحببهم فيها , وذات مرة كنت أحفظهم الآية ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقدتعلمون أني رسول اﷲ إليكم. ) ....وكنت أحكيها لهم بطريقة قصصية مبسطة جدا ومؤثرة .. وكان من بين الأطفال ولد معاق ذهنيا ...) يحكي لي أخوه :بعد أن ذهب الولد إلى البيت ضربته أمه لتقصيره في عمل ما فرد عليها قائلا: يا قوم لم تؤذونني ..
وهذا يدل على فهمه للآيه جيدا وهو معاق ذهنيا فما بالك بالطفل الطبيعي!!؟
واعلم أخي الكريم وأختي الكريمة أن تربية الابن على أن يكون متلقيا للمعرفة دون أن يفهمها ويحللها بعقله الصغير هي طريقة خاطئة , فمثلا إذا أردت ان تغذي طفلا في سن 7 أشهر بقطعة من الدجاج فإنك لا تعطيها له كما هي , فلابد من هرسها له وتجهيزها بالطريقة المناسبه ليستطيع أكلها وهضمها , .. كذلك لابد من تبسيط المعلومة للطفل الصغير بطريقة مناسبة ليفهمها ويحللها ويكتسب منها قيمه ومبادئه ومهاراته .....
فالهدف من التربية هو برمجة عقل الطفل , بكل ما هو مفيد ونافع , مع اقتناع الطفل بما تعلمه وفهمه الجيد له , حتى يكون واثق الخطى في حياته مستنداً لقيم ومبادئ رائعة
طفلك أمامك صفحة بيضاء أكتب فيها ما تحب أن تراه عليه في مستقبله
منقوووووووووووووول