المشهد الأول :
تراكمت عليها الهموم ...
تشرد وضياع ... وأطفال جياع ...
خُيرت بين أَمرين ... كليهما أََمرٍين ...
نظرات أبنائها تتوسلها البقاء ...
ومستقبلهم يحتم عليها التضحية والفداء ...
فاختارت الرحيل ... فليس له بديل ...
*************
المشهد الثاني :
حقيبة صغيرة بين يديها ...
آمال كبيرة بين جنبيها ...
توقعت أن مرارة الفراق هي نهاية الألم ...
وعانقت القادم بكل أمل ...
أليسوا مسلمين ...
يؤمنون برب العالمين ...
وبالحبيب سيد المرسلين ...
إذن مم أخاف وأوجل ؟؟؟
سأوكل أمري لله عز وجل .
*************
المشاهــد المتبقـــية ....
لا شئ ... سوى ...
إذلال وإهمـــال ..
تجريح ... واستعبـــاد صريح ...
وتعود أدراجها .. الى ديارها ...
بشي من الدراهم يســـير ...
بكرامة مهدورة ... وفرحـــة مبتورة ...
لاذنب لها ... سوى أنها ... " خــــادمـــة " .
رســــاله عاجـــلة ....
الى ربات المنازل .... وصاحبات الصالونات والمشاغل ...
الى أصحاب الشركات والمزارع والعقارات ...
الى اصحاب المشاريع الخاصة من مستشفيات ومحلات ومنشآت ...
اليكم جميعاً يا أربـــاب الخــــدم ...
أبعث بهذه الرسالة .. أخاطب فيها عقولكم وقلوبكم باسم الإيمان الذي يجمعنا ...
يامن رضيتم بالاسلام دينا أما علمتم أنه دين يدعوا للتسامح والتراحم ويحذر من الكبر والتجبر على عباد الرحمن ...
أحبتي ... لي معكم وقفات يسيرة للتذكرة ... إن الذكرى تنفع المؤمنين ...
الوقفة الاولى :
إن هؤلاء الخدم ... اينما كان مقر عملهم ... لم يحملهم على تحمل مرارة مفارقة فلذات أكبادهم وأهليهم وذويهم وبلادهم الا مرارة الحاجة والبحث عن لقمة العيش ... فلا نجمع عليهم مع مرارة الغربة ومرارة الحاجة ... مرارة الاذلال والمهانة بحجة تمكننا منهم وسلطتنا عليهم... وتذكر اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فلاتنسى قدرة الله عليك .
الوقفة الثانية :
ولنا في السلف الصالح أسوة حسنة ....
قيل للأحنف بن قيس : ممن تعلمت الحلم ؟ قال : من قيس بن عاصم ، قيل : فما بلغ حلمه ؟ قال : بينما هو جالس في داره إذ أتته خادمة له بسفود عليه شواء فسقط السفود من يدها على إبن له فعقره فمات ، فدهشت الجاريه ، فقال : ليس يُسكن روع هذه الجاريه الا العتق ، فقال لها : أنت حرة ، لا بأس عليكِ .
********************
كان لابن عون ناقة يغزو عليها ويحج ، وكان بها معجباً . فأمر غلاماً له أن يستقر عليها ، فجاء بها وقد ضربها على وجهها ، فسالت علينها على خدها ، فقلنا : إن كان من ابن عون شئ فاليوم ، ( بمعنى ان كنا سنرى من غضبه شئ فاليوم ) قال : فلم يلبث أن نزل، فلما نظر الى الناقه قال : سبحان الله أفلا غير الوجه ، بارك الله فيك ، أُخرج عني ، إشهدوا أنه حر .
الوقفة الثالثة :
اعلموا ايها الأحبة ان الجزاء من جنس العمل ...
ونحن نتعامل مع الديان ...
فإذا أردت عفوه جل في علاه هناك ... فاعفو انت عن زلل عباده هنا ....
واذا أردت تجاوزه عنك هناك ... فتجاوز عن عباده هنا ....
واذا اردت رحمته هناك ... فارحم عباده هنا ....
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (( يا ابن آدم ان بينك وبين الله خطايا لا يعلمها الا الله ، فان أحببت أن يغفرها لك ، فاصفح أنت عن عباده ، وان احببت ان يعفوها لك ، فاعفو أنت عن عباده فانما الجزاء من جنس العمل ، تعفو هنا ويعفو هناك ، تطالب بالحق هنا يطالبك بالحق هناك . ))
والراحمون يرحمهم الله ... والله لو لم يكن هناك جزاء الا هذا لكفى ...وما اعظم من رحمة الله التي يتجاوز بها عن عباده ... ويدخلهم بها جنته ...
الوقفة الرابعة :
لنستبدل الاماكن ولو لدقائق معدوده ... تخيلي وتخيل يا أرباب الخدم أنكم انتم من فارقتم الاحباب و الاهل والوطن ... هنا ... لا حبيب ولا قريب .. لامنزل ولا سكن ... لامال ولا جاه ولا منصب ... لست الا غريب ... يرمقك الماره بكل احتقار ، ويقوم الصغار - الذين لم نربي بأنفسهم احترام الكبير مهما كان لونه وجنسه – برمي الحجاره عليك ويتلفظون عليك بأنبى الالفاظ ... ينهرك من تعمل عندهم ... لايعحبهم منك العجب .. ولايرضيهم الا أن تعمل كالبطارية التي لا تنفذ ... وفوق هذا كله تتحمل وتصبر لأنك محـــــتاااااااج لقمة العيش .. لأن أطفالك ينتظرون منك راتبك كل شهر .... تخيلوا الحقد والكراهية التي ستكون في قلوبكم حينئذ ... هو في قلوبهم الآن ... وهذه ردة فعل طبيعية جداً ولكن ... هل ستكون ردة الفعل الوحيدة ؟؟؟ هذا هو المهم ... نلومهم حين يهربون وحين يلجؤون للسحر والشعوذة ولا نلوم انفسنا لأننا نحن من قادهم لهذا الطريق ... ولا أبرر تصرفهم غير أني أريد منكم أن تدينوا انفسكم قبل أن يفوت الأوان ...!!!
الوقفة الخامسة :
هل مازحت خادمتك ايتها الغالية ؟؟؟
هل تجاذبتي معها أطراف الحديث بأمور تهمها ؟؟؟
هل أهديتيها مصحف أو اذكار مترجمة أو نبهتيها لبعض الامور الدينية ؟؟؟
هل اشتريتي لها ملابس واغراض جديدة بدلا من اغراضك المستعملة ؟؟؟
حبيبتي ...
انها امرأة مثلك تماماً .. تحب ماتحبين ...وتتمنى ماتجده عندك ... فلا باس باعطائها القليل ... والترويح عنها من فترة لاخرى والحديث معها بأمور غير الأوامر والأعمال .. وبهذا ستنالين باذن الله خيري الدنيا والآخرة ...
الوقفة السادسة :
أريد خادمة أو عامل ولكني متخوف / متخوفه من طباعه ... قد لا يكون مخلصا ولا أمينا وقد يجلب معه المصائب من السحر وغيره وقد ...وقد ... وقد .... ؟؟؟ مخاوف متعدده كثيرا ما نسمعها ممن حولنا ولكنهم نسوا أن مسخر القلوب والخلق هو رب العالمين ، لماذا اعيش في دوامة المخاوف والقلق ...أين توكلي على رب العالمين !!!
هنا خطوات سهله يسيرة على من يسرها الله عليه حتى نلقي بالمخاوف جانبا ونعيش باستقرار نفسي متوكلين على الله جل في علاه :
أولا : الدعـــاء ... مخ العباده . ادعوا الله أن يرزقكم الخادم المؤمن التقي الذي يخشى الله عز وجل .
ثانيا : عند قدوم الخادم أو الخادمة لا تنسى ان تضع يدك على جبهته وتدعوا ( اللهم ارزقني خيره وخير ماجبلته عليه واكفني شره وشر ماجبلته عليه )
ثالثا : قراءة سورة البقرة والمحافظه عليها ، قال صلى الله عليه وسلم ( أخذها بركه وتركها حسره ولا تستطيعها البطله ) البطله أي السحره .
رابعا: المحافظه على الاذكار في الصباح والمساء وقبل النوم . ونستودع الله كل شئ نملكه حتى الخدم .
خامسا: المعاملة الحسنه وعدم استغلال حاجتهم . ولا ننسى ان حسن الخلق هو مايسبى به العقول وتاسر به القلوب و هو من أيسر العبادات التي نتقرب بها لله عز وجل .
منقول ارجو الفائدة للجميع