الاسئلة الدينية للاطفال :
أسئلة الطفل الدينية عجيبة ، فانها تنم عن حبه للاستطلاع وهو يحاول فهم كل ما هو مجهول بالنسبة له ، ومعرفة عالم الدين ، وعالم ما وراء الطبيعة. ففي ذهنه الكثير من الغموض والشكوك التي يسعى الى فهمها. ولو تهيأ له المربي الجيد الواعي لامكن التفاؤل له بمستقبل مشرق.
أسئلة الطفل كثيرة ، وهي تختلف بأختلاف درجة نضجه وفهمه وأدراكه ، وتتناسب مع سنه. نشير فيما يلي الى بعض من تلك الاسئلة على سبيل المثال لكي يستفيد الابوان والمربون للاجابة عنها :
1 ـ في السنوات الست الاولى : يختلف نوع الاسئلة في هذا السن ، حتى عن الاسئلة التي تطرح في سن السابعة ، فالطفل في سن 3 ـ 4 سنوات يسأل عادة عن مصدر وعلة الاشياء ، فهو يسأل مثلا : من أين جئت ؟ من الذي أعد وسائل اللعب هذه ؟ أين ذهب حسن ولماذا ؟ من الذي صنع السماء ؟ ولماذا ؟؟ هل مات ابي ؟ وأين ذهب ؟. الخ وكما نلاحظ فان بؤرة أسئلته تتركز على موضوع المبدأ والمعاد. فهو يرغب في معرفة مصدر ومنشأ الامر
الفلاني ، وما هو مصيره ؟ وهذا هو الامر الذي نعتقد بوجوده بشكل فطري متجذر في نفوس الاشخاص.
أسئلة الطفل كثيرة ، وهي دليل على مدى تعطشه ، وان الاصغاء اليها يحتاج الى الكثير من الصبر والاناة ، يرى بعض الاباء أن هذه الاسئلة تأتي اعتباطا ، ومن غير أساس ، أو جذور. ولكن قليل من التأمل يظهر انها ليست كذلك فالاسئلة تنم عن نضج الطفل ، وان اهتمام الوالدين والمربين واحترامهم للطفل يؤدي الى نضجه دينيا.
2 ـ بين سن 7 ـ 10 سنوات : اعتبارا من سنة السابعة فما فوق ، يبدأ التفكير المنطقي بالنمو لدى الطفل ، ولهذا تصبح أسئلته أكثر عمقا. فالاسئلة التي يطرحها عن الله دقيقة ولا يقنع بالاجابة الساذجة ، بل يبغي الحصول على اجابات غنية ودالة ، وقاطعة.
تتلخص أسئلتهم في مواضيع من قبيل : لماذا لانرى الله ؟ كيف يوجد الله في كل مكان ؟ ما هو الله ؟ ان لم يكن الله كالسحاب ، أو كنور الشمس ، فكيف يمكن ان يكون ؟ ان كان الله يحبنا فلماذا يلقينا في جهنم ؟ كيف يبعث الانسان يوم القيامة حيا ؟ و هل نمتلك في القيامة بيتاً ؟ ان كنا لا نرى الله حاليا ، فهل بالامكان رؤيته يوم القيامة ؟ لماذا لا يكلمنا الله ؟
أسئلة الطفل كثيرة ، ولا انقطاع لها ، وعلى الوالدين والمربين تقديم ماتيسر من الاجوبة المقنعة جهد الامكان. كما ان الاسئلة التي يطرحونها عن الموت والمعاد ، والجنة والنار ، يجب ان تلقى الاجابات الصادقة بعيدا عن اللبس والغموض.
3 ـ في سنوات الشباب : من البديهي أن النضوج الفكري والعقلي للشباب يصبح في وضع أفضل مما كانوا عليه في السابق. فوعيهم ورؤيتهم الكونية تكون اوسع ، وعليه فلابد أن تكون أسئلتهم أيضا أكثر عمقا ونضجا.
ان ما يستحق الذكر هنا هو أن أسسهم الاعتقادية السابقة لابد وأن تكون قد ترسخت في أذهانهم طوال فترة ما قبل المراهقة. ان أجاباتنا التي نقدمها لائسئلتهم قبل سن العاشرة لها دور فاعل في تكوين هذه الاسس الاعتقادية ، وهذا يعني ألتزام والدي الطفل بأدخاله في ما يشبه الدورة المركزة والمبسطة في أصول الاعتقادات ، والنمط العملي في التدين ويعتبر هذا جزءا من حقوقه عليهما.
ولا تفوتنا هنا الاشارة الى ثلاث نقاط لها علاقة بمدى تدين أبنائنا في مرحلة المراهقة وهي : ـ
1 ـ ظهور الحس الديني ، والميل الى الدين وتعاليمه ، مما يجعله ذائبا في الدين.
2 ـ بزوغ معالم الشك لديه يعود سببها الى تعلمه في السابق ، وهو يحاول حالياً وكنتيجة منطقية لذلك ـ اعادة النظر فيما تعلمه ليتأكد من صحته.
3 ـ تتوارد على ذهنه الكثير من الاسئلة الناتجة في الغالب من تلك الشكوك وكافراز طبيعي لنضوج استدلاله المنطقي ، الا انه غير مستعد ـ بسبب غروره وأنانيته ـ لطرحها في أي زمان ومكان. وهذا ما يدعوا الوالدين