5 خطوات لاكتساب الصغار الآداب العامة في السلوك
باريس: فابيولا بدوي
تعتبر اللياقة في المعاملة من العناصر الأخلاقية التي تكتسب عبر التعلم. وتبدأ بمجرد أن يبدأ الطفل في الكلام، أي في وقت مبكر جدا. حول كيفية غرس السلوكيات الحميدة في شخصية الصغير يقول المتخصص في سلوكيات الأطفال، أوليفيه كروزيه، إن هناك خمس أساسيات من أجل دفع الطفل نحو السلوك السليم.
يقول "أول هذه الخطوات القدوة ورؤية المثال الجيد، فالطفل يحتاج إلى مثال حتى يتعود على آداب المعاملة، وهو يحتاج إلى ذلك في جميع الحالات، فعلى سبيل المثال إذا أردت أن يقول الصغير صباح الخير، شكرا، مساء الخير، أو تصبحون على خير لابد من البدء بالنفس. عندما يستيقظ طفلك يجب أن يقول له الوالدان صباح الخير. عندما تصطحبينه إلى أحد الأجداد أو إلى الحضانة، قبل أن تذهبين قولي له سأراك قريبا. نفس الطريقة يجب أن تتبع مع شكرا، آسف، من فضلك. حتى لو كان الصغير لم يبدأ الكلام بشكل واضح بعد، ويمكن البدء أيضا مع استخدام بعض الإشارات. لأن كل هذا سوف يرتبط في ذهنه ويترسخ مع الوقت".
وأضاف أوليفيه أن الخطوة الثانية هي التهنئة، يقول "حتى يستمر الصغير في الطريق الذي تم توجيهه إليه، لابد دائما من الثناء عليه حتى يشعر بأنه فعل شيئا ذا قيمة، وليس شيئا عاديا أو بديهيا، فالصغار يحبون دائما أن يشعروا بأهميتهم، لذا حينما يشعر الصغير بالثناء سوف يرغب داخليا في الحصول على المزيد، ومن ثم سوف يحرص على استخدام هذه الكلمات بشكل مستمر، ولكن هنا يجب ملاحظة عدم المبالغة في الثناء حتى لا يبالغ الصغير أيضا في تكرار هذه الكلمات بمناسبة أو بدون. لابد دائما من إيضاح متى يستخدم هذه الكلمات وفي أي مناسبة وكيف".
وأشار إلى أن الخطوة الثالثة هي شرح معنى الاحترام، بمعنى أن يفهم أن هناك بعض الأشياء يمكن عملها في المنزل، ولا يجب ممارستها خارجه وسط الآخرين، وهذا المفهوم يمكن أن يصل للطفل وهو في سن أصغر من المتوقع. يقول "على سبيل المثال، أن يعتذر إذا ما وقع منه أي شيء على الأرض سواء في الطريق أو في منازل الغير، ألا يتحدث بصوت مرتفع خارج المنزل. هنا يجب شرح التفاصيل له بهدوء وحسب مرحلته العمرية، وأيضا أن يكون الأهل مثالاً وقدوة أمام الصغار. مع الوضع في الاعتبار هنا أن هذه التفاصيل تحتاج إلى وقت حتى يعيها الطفل وتصبح من مكونات شخصيته، وأنه حينما يفهم لماذا عليه أن يلتزم بهذه الأشياء سوف يستوعبها بدرجة أفضل وأسرع".
أما الخطوة الرابعة فيحددها الاختصاصي قائلا "في بعض الأحيان يرفض الصغير الاستجابة حتى مع التشجيع والثناء، وحتى في حالات الشرح بصبر، ويصر على تجاهل الأمر أو فعل العكس، فيصرخ ويتفوه بأشياء ليست لائقة، ويتجاهل عن عمد توجيهات الطفل. هنا على الأهل خصوصا الأم التزام قدر كبير من الهدوء، ومحاولة تجاهله هو الآخر، والصراخ في وجهه بنفس الطريقة التي يمارسها، والتفوه بأشياء غليظة وبأسلوب طفولي بقدر الإمكان حتى يرى انعكاسا لصورته وكيف هي غير لائقة. حينما يمكن بدء الحديث بالتدريج مرة أخرى، والأخذ بيد الصغير نحو الأفضل".
ويضيف أوليفييه أن الخطوة الخامسة هي النسبية، فلا تعني هذه النصائح أن الصغير سوف يبدأ في سن العامين تعلم كافة قواعد الآداب العامة، فلا داعي في افتعال أزمة لأن الصغير يرغب في تناول الطعام بيديه، ولا يضعهما أمام فمه حينما يتثاءب. فليس هناك سن بعينها ولكن المسائل نسبية إلى حد كبير، وتختلف باختلاف شخصية ودرجة استجابة الطفل".
ويؤكد كروزيه، على أنه يجب على الأهل بداية زرع هذه السلوكيات ومراعاتها منذ سن العامين، وعدم التوقف كثيرا أمام عدم اتباع الصغير لها بدقة، ولكن هذا التوجيه منذ الصغر تظهر آثاره وبشكل مرض حينما يبدأ في الاختلاط بمن هم في سنه، حيث تظهر هذه التوجيهات في سلوكه بشكل تلقائي، وتصبح مع الوقت من الثوابت في شخصيته وتكوينه النفسي.