يفرغ مشاعر التوتر والقلق والخوف والغضب التي تصيبهم
اللعب التمثيلي الدرامي يشكل وعي الأطفال المبكر بأدوارهم في الحياة
أطفال يلهون بأدوات المطبخ
أبها: نادية الفواز
أكد مختصون في التربية وعلم الاجتماع لـ"الوطن" أهمية دور بعض الألعاب في تعزيز خيالات الأطفال وتوجيههم بالشكل الأمثل ويغطي احتياجات النمو المصحوبة بالعديد من الانفعالات ويساعدهم على اكتساب المزيد من المهارات وتقمص أدوار الكبار ووظائفهم في الحياة. كما أنه يشكل متنفسا لمشاعر التوتر, القلق, الخوف والغضب, التي يشعر بها الأطفال والتي قد لا يقدرون على التصريح بها.
وقال الأستاذ بجامعة الملك خالد، محمد عبدالله القصادي إن اللعب هو نشاط حركي يعمل على نمو الفرد العقلي, فاللعب والنشاط الذي يقوم على الحركة والتمثيل الرمزي والتمثيل الخيالي والتصور الذهني والرسم يعتبر عملية أساسية لإنماء العقل والذكاء عند الأطفال.
وأشار إلى أن اللعب يتصل اتصالا مباشرا بحياة الأطفال, حتى إنه يشكل محتوى حياتهم وتفاعلهم مع البيئة, وبذلك يصبح اللعب أداة إنماء لشخصية الأطفال وسلوكهم. كما أنه في سنوات الطفولة يعد وسيطا تربويا يعمل على تشكيل الطفل في هذه المرحلة التكوينية الحاسمة من النمو الإنساني.
وأضاف: حتى نتمكن من ربط اللعب بنوعية النماء في شخصية الأطفال فإنه ينبغي أن ينوع بحيث يشتمل على أشكال مختلفة تغطي احتياجات النمو عندهم, بحيث تصمم الألعاب في مرحلة رياض الأطفال لمواجهة الاحتياجات الحركية والانفعالية والعقلية والاجتماعية والنفسية والتعليمية وغير ذلك من مهارات.
وأبان القصادي أن اللعب مهم في صقل شخصية الطفل وربط تجربة اللعب مع وظائف عديدة منها القدرة على استعمال الأدوات وحل المشاكل والعمل المشترك والمهارات الاجتماعية والنضج العقلي مبينا أن من أنواع اللعب عند الأطفال اللعب التمثيلي/الدرامي من خلاله يتعلم الأطفال تكييف مشاعرهم من خلال تعبيرهم عن الغضب والحزن والقلق, ويتيح لهم فرصة التفكير بصوت عال حول تجارب قد تكون إيجابية أو سلبية.
وذكر أن اللعب الدرامي يرتكز على تعاون معقد بين الجسم والعقل, فالطفل لا يستعمل دماغه وصوته فقط بل يستعمل جسمه كله أثناء اللعب. ويعتبر اللعب بالأدوات المنزلية من أبرز أنواع اللعب لدى أطفال الروضة في هذه المرحلة من العمر. فنرى أن أركان المنزل والطبيب والدكان وغيرها من الأركان في بيئة الروضة هي على جانب كبير من الأهمية، لذا وجب علينا إثراؤها بالأثاث والأدوات والمواد اللازمة لنتيح الفرصة للطفل باللعب بها والقيام بألعاب التظاهر والأدوار المختلفة.
ولفت إلى أن الطفل يحاول أن يعيش الكثير من التجارب بخياله، فهو يعبر من خلال هذه المراكز عن مشاعره, أحاسيسه, انفعالاته وأفكاره, فيخطط لمواقف ذات علاقة به أو بعائلته أو بالبيئة المحيطة به, ويوزع الأدوار مع الأطفال الآخرين, مما يكسبه مهارة التخطيط وتوزيع الأدوار وحل المشاكل, كما ويتعلم العديد من المهارات الاجتماعية كالمشاركة والتعاون والمساعدة.
وأكد القصادي أن اللعب التمثيلي يساعد الطفل على فهم وجهات نظر الآخرين من خلال أدائه لأدوارهم في الحياة, كأن يقوم بدور الأب أو الطبيب أو المعلم, وهذا ما يساعده على القيام ببعض الأدوار في المستقبل. كما أنه يعد متنفسا لتفريغ مشاعر التوتر, القلق, الخوف والغضب, التي يشعر بها.
ورأت المشرفة التربوية بمكتب الإشراف التربوي بخميس مشيط فيحاء الشليخي أن هناك ضرورة لمنح الأطفال الفرصة للتعبير عن رغباتهم وعن اندماجهم بالحياة باختيار الألعاب التي يختارونها وخاصة الأواني المنزلية وتقليد الكبار في ارتداء ملابسهم وأحذيتهم وحتى في وظائفهم.
وأضافت: وقد عرفت العديد من هذه الألعاب في بيئتنا العربية ومنها"بيت بيوت" و "لعبة ناس وناس" وغيرهما من الألعاب التي يرسمون بها قصص حياتهم اليومية والبريئة والبسيطة ويعيدون ترتيب أدوار الأسرة وهو ما يحتاج إلى تفهم كبير من الأب والأم ومنح الفرصة لأطفالهما للتعبير عن أنفسهم.
وذكرت نسرين عسيري (ربة منزل) أن تعلق أطفالها بحب اللعب بأدوات المنزل يعتبر نوعاً من التقليد للكبار وأنه بداية للتفاعل مع الحياة مبينة أنها تمنح أطفالها الوقت للتعبير عن أنفسهم عبر اللعب.
من جانبها اعتبرت الاختصاصية الاجتماعية بمستشفى الصحة النفسية بأبها لطفية أحمد سلمان أن لعب الأطفال من أهم الميادين التي يتم التعبير من خلالها عن طاقاتهم الإبداعية لأن اللعب يطور تفكير الطفل حيث يبتكر منه أشكالا ووسائل عديدة تشجع على المشاركة والتعاون مع الآخرين والتواصل معهم ويعد لعب الأطفال بالأدوات المنزلية من أهم وسائل الترفيه لديهم وأشارت إلى أن لعب الأطفال بالأدوات المنزلية يساعدهم على تنمية غذائهم ويطلق لخيالهم العنان للتخيل والتصنيف والترتيب حول سبب استعمال هذه الأدوات والهدف منها كما أن فيها محاكاة للكبار وتقليدهم خاصة دور الأم .
وبينت أن هذه الأدوات تمثل مجالا كبيرا للتسلية والمتعة وفيها نوع من التغيير عن الألعاب. ولفتت إلى أن الأطفال الإناث هم الأكثر لعبا بأدوات المطبخ وذلك تبعا للغريزة التي تحكمهن كما يعبر لعب الأطفال الذكور بأدوات المطبخ عن تعلقهم بأمهاتهم خصوصا في السنوات الأولى حيث إن المطبخ هو مكان تواجد الأم طوال النهار إضافة إلى ما يشكله صوت الأدوات المنزلية من لفت الانتباه بالنسبة للأطفال.
ونصحت سلمان الأمهات بمنح الأطفال فرصة للعب وعدم كبت مشاعر الأطفال مع مراعاة الانتباه إلى عدم وجود أدوات خطرة أو حادة في أيديهم واختيار الأدوات الآمنة